الكسندر ماتوسيان :شركات التأمين لا يمكنها الاستمرار التداول بالكاش -- Sep 01 , 2025 434
رغم أن قطاع التأمين اللبناني يسجل حضورا قويا في السوق الا أنه بعاني من جملة أمور حساسة لها مفعولها القوي عليه واولها حال البلاد والطلب الأول لقطاع التأمين اليوم هو عودة الاستقرار وعودة المصارف للعمل الطبيعي .
الكسندر ماتوسيان رئيس مجلس إدارة شركة المشرق للتأمين يعدد المصاعب والتحديات التي يواجهها القطاع ويعتبر غلاء المعيشة في مقدمتها حيث يؤثر سلبا على قدرة المواطن الشرائية. كما يستذكر ما حدث للشركة من ابتزاز على يد وزير الإقتصاد السابق ويقول إن الوزير هو موظف حكومي في خدمة المواطن .
جاء ذلك في حديث لمجلة المال والعالم على الشكل الاتي :
ما هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع التأمين حاليا وسط الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان؟
اول التحديات هو غلاء المعيشة فالاسعار كلها الى ارتفاع كبير ابتداءا من اسعار المستشفيات إلى اسعار الطبابة وكل شيء في لبنان مما يؤثر على المواطن وقدرته الشرائية كما أننا نضطر إلى رفع سعر البوليصة نتيجة لذلك. أما ثاني التحديات فهو توقف عمل المصارف حيث أن شركات التأمين لا تستطيع الإستمرار بالعمل تداولا بالكاش ولا تستطيع أن تحول المال بالشكل الطبيعي إلى معيدي التأمين وهي لا تستطيع اصدار منتجات خاصة بالمصارف والعديد من البوالص توقفت تأثرا بذلك مثل بوالص التأمين الخاصة بقروض السيارات وهذا الأمر يضر بقطاع التأمين. وفي المرتبة الثالثة يأتي الضمان الصحي الإجتماعي الذي توقف بحيث اننا خسرنا الكثير من الزبائن الذين يدفعون فرق الضمان لدينا . هؤلاء اليوم لا يستطيعون دفع ثمن بوليصة كاملة ولهذا على الضمان أن يعمل على عودة جيدة إلى القطاع الصحي وعلى المستشفيات أن تقبل هؤلاء المرضى لكي نصدر منتجات خاصة بفرق الضمان . هذه هي التداعيات الأساسية على عملنا . كما أن البلد يعاني من عدم الاستقرار وهو موضوع اساسي ويعد المطلب الأول وعلى رأس قائمة كل شيء
بعد خسارتكم للبوالص الخاصة بقروض السيارات والتأمين على الحياة ومعاناتكم في الموضوع الاستشفائي ألم تعوضوا في مجالات اخرى؟
لا يوجد شيء لنعوضه فالخسارة هي خسارة ونحن نتمنى أن يعود البلد إلى عافيته وان تعود المصارف للعمل بالشكل الطبيعي لكي نستطيع العمل بالشكل الذي نتمناه . الخسارة الآن هي أكيدة وموجودة . أن الخسارة في الحياة أمر طبيعي لكن ما نتعرض له هو فوق الخسارة إذ اننا نخسر خطوط عمل لم تعد موجودة لذا نتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها وان نستعيد ما خسرناه فنعوض ما فاتنا شرط أن تعود المصارف للعمل كما يجب وان يكون البلد مستقرا.
لكن اليوم يوجد تعامل بالفريش دولار في المصارف الا يسهل ذلك عملكم نوعا ما؟
كلا . اليوم البلد كله مبني على التعامل بالكاش ونحن نتفهم الموضوع لكن الدول التي نتعامل معها في الخارج لا تفهم ذلك . انا لا استطيع إرسال مال نقدي اي كاش لمعيد التأمين ولا احد في العالم كله يرضى بذلك إذ لا بد من وجود تحويلات. ما يحدث اليوم في موضوع التعامل بالنقد الكاش في البلد أمر غير سليم ولا نستطيع الإستمرار به خصوصا اننا اليوم على اللائحة الرمادية ومعرضين للتحول إلى اللائحة السوداء ، وإذا حدث ذلك ستحل علينا الكارثة دون شك.
ماذا سيحدث لكم؟
لا أحد سيعمل معنا ولن نستطيع أن نحول المال .
هل خف التعامل الخارجي مع شركات التأمين المحلية؟.
لقد تراجع ليس لأن معيدي التأمين لا يريدون العمل معنا إنما لأنها تعمل وفق قوانين وبرنامج وهي لا تستطيع العمل مع بلد ليس فيه مصارف لأن الدول فثي الخارج تمنع ذلك ولهذا اضطرت تلك الشركات للتوقف عن التعامل مع الشركات اللبنانيه. في الحقيقة سوقنا هو من انظف الأسواق في المنطقة وافضلها في التأمين وقد كان كل معيدي التأمين يحبون التعامل مع السوق اللبناني .أن الأمر اليوم هو خارج عن ارادتهم وقدرتهم ولهذا توقفوا عن التعامل معنا لكن ذلك ليس ١٠٠%إذ يوجد اتصال وعمل بيننا والأمل لا زال موجودا.
كيف تصفون الوضع لا سيما بعدما عين وزير الإقتصاد رئيس لجنة الرقابة على شركات التأمين والف المجلس الوطني للضمان؟
لقد تعرفت على وزير الإقتصاد والتقيت به مرة او مرتين وهو يمارس عمله كما يجب وينفذ ما كان يجب تنفيذه من قبل الوزراء قبله. أن الوزير الحالي يتفهم الموضوع وهو يعلم أن قطاع التأمين هو قطاع مهم . ما قام به أمر جيد وحرك الأمور لكي تقوم الشركات بعملها الروتيني .أن الوزير السابق لم يفعل شيئا بهذا الخصوص لذا استدرك الوزير الحالي الأمر مشكورا ووضع كل شيء على السكة الصحيحة بالفعل لا بالكلام . اننا نقدر كل وزير يستلم وزارة الإقتصاد فيعمل بهذه الطريقة ونحن ندعمه ونساعده حتما إذ يهمنا أن يكون القطاع محميا ويعمل بالشكل الصحيح.
في تجربتكم السابقة مع الوزير السابق تعرضتم للابتزاز لذا حسب اعتقادكم لن تتعرض شركات التأمين للابتزاز مرة أخرى من القطاع العام؟
ما حدث معنا قد حدث لأول مرة وقد كان ابتزازا فاق الحد وبشكل فوقي . لقد كان يتم الضغط على الشركات وتهدد بالتشهير بها . الجيد في الموضوع اننا اتخذنا إجراءات معينه وعرفنا فعلا كيف نتعامل بالموضوع والى أين نصل به . لقد قمنا بذلك وحدنا ولا احد ساعدنا وانا بالأصل لم أطلب المساعدة من احد . لن ننظر الآن إلى الوراء وكل واحد منا يأخذ نصيبه في الحياة ونصيب الوزير السابق كان السجن لكي يتعلم الا يبتز احد وان يكون ذلك درسا لكل شخص مسؤول في البلد وان يعرف ان الفوضى لن تستمر . أن الوزير في النهايه ومهما كان هو في خدمة المواطن ،أنه موظف دولة في خدمة المواطن وعمله أن يطبق القوانين لا أن يكسرها . هذا هو عمله وطالما أنه يطبق القوانين نحن معه لكنه عندما يكسر القوانين سنكسره مهما كان.
لقد شكل وزير المالية لجنة مشتركة بين وزارة المالية وشركات التأمين لتخفيف الضغط الضريبي عنها فما قولكم بذلك وهل من تطورات ما على هذا الصعيد؟
يحتاج الأمر لبعض الوقت وآلية وطريقة عمل جيدة . اننا ندفع ضرائب لا نسترد بعضها مثل ضريبة TVA ،كما ندفع ضريبة دخل ١٧.٥٠% لذا على الشعب والدولة أن يعرفا ان الشركات هي أساس مالية الخزينة .اننا نضخ مالا في الخزينة ولهذا نطالب الدولة ان تراعي شعورنا وتقف إلى جانبنا . اننا لا نطلب مالا او مساعدة إنما فقط نريد دعمها وان نعمل بشكل صحيح لكي نستمر. أن الدولة اليوم لا تملك المال ولا تستطيع تخفيف الضرائب فهي بحاجة ماسة للمال لذا كيف سنطالبها بالغاء الضرائب؟.. هذا فعلا أمر صعب ويحتاج إلى مخطط عمل للسنين المقبلة في حال تحسنت الأمور.
لقد كان لديكم مشروع خاص بصحة المواطن فاين اصبح؟
أنه مشروع وطن وليس مشروعا شخصيا وهو لا يختص بافراد. اننا عندما نطرح البطاقة الصحية فنحن نحتاج اتفاقا وطنيا على الأمر ونحتاج إلى تغيير كل أسس الاستشفاء في لبنان من الضمان الصحي إلى وزارة الصحة إلى التعاونيات والصناديق . أن كل هذا سيتغير فهل الأمر وارد حاليا؟ اعتقد انه أمر صعب لأن عدد المستفيدين من الموضوع كبير جدا . لكنني وكما يقال "اللهم اني بلغت". لقد قلت انه موضوع وطني ولاتمامه يحتاج إلى شراكة بين الجميع . سيأتي يوم يعلم المسؤولون فيه انهم لن يستطيعوا الإستمرار على هذا الشكل .
هل أنتم راضون عن مسيرة شركة المشرق للتأمين؟
كل الرضى والا كنا غيرنا عملنا. اننا نستطيع فعل الأفضل لكن الظروف الحالية لا تساعدنا على ذلك وكما يقول المثل"جود من الموجود" اننا نفعل المستحيل لكي نبقى إلى جانب زبائننا وتقديم افضل خدمة تأمين لهم.